تحديات الصبر المسيحي
الهدى 1237 نوفمبر 2021
إن «الصبر المسيحي» هُضم حقه كثيرًا ولم يعد واضحًا معناه في أذهاننا بسبب خلطة «بالمفهوم المجتمعي السائد» عن الصبر لذا بدي وكان «الصبر المسيحي» في مأزق بسبب كل المفاهيم المجتمعية المغلوطة عن «الصبر» ما هو وما تأثيره .. الخ
فكثيرًا ما اختلط مفهوم الصبر في الأذهان بما يتم تداوله في المجتمع من تعبيرات تدعو إلى الاستسلام والشعور بالعجز وعدم القدرة على الحركة الواعية الوثابة نحو غد أفضل بل الإحساس بأنه كان «الصبر»، وعدمه سيان لا فرق يمكن أن يحدثه ذلك الذي يدعونه «صبر» و»الصبر الحقيقي الصحيح» برئ تمامًا من كل هذه الأفكار والادعاءات الغريبة.
لذا بنعمه الرب سأقوم بمحاوله إزالة اللبس حول هذا الموضوع الهام، وسنتأمل في هذا الموضوع من خلال النقاط التالية:
أولًا: مفهوم الصبر المسيحي
ثانيًا: معاملات الله لنمونا في الصبر
أولًا: مفهوم الصبر المسيحي
نقرأ في العدد الأول من عبرانيين 12 «لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا»، وفي هذه الآية العظيمة كلمتين محوريتين في فهم قيمة وأهمية الصبر المسيحي وهما «وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ»، وكلمة «نحاضر» في اللغة الأصلية تعني «نجري في سباق» واذا أضفنا إليها كلمة «بالصبر» فإنها تشير بوضوح إلى حتمية أن نجري في احتمال ومثابرة عميقة فالسباق يستلزم تعب وتدريب مستمر، إذًا الصبر المسيحي يعطيني أن أستمر في السباق حيث السعي المستمر بلا كلل لكي نمجد إلهنا، والصبر صفه تراكمية أو جمعية وهو ليس الصفة الوحيدة فهناك ثلاثية الحياة المسيحية: الإيمان والرجاء والمحبة، فالصبر المسيحي تحديدا يمكن فهمه من خلال المعاني الثلاثة التالية:
الصلابة: وهي القدرة على تحمل ضغط مفاجئ وعنيف للغاية وعدم الانكسار، فهي القدرة على مواجهه المواقف القاسية لاسيما عندما تأتي بشكل فجائي؛ وعندما نأتي إلى الكتاب المقدس نجد أنَّ إيليا برغم كونه كان نبيًا ناريًا إلا أنه عندما هددته ايزابل بالقتل خار ولم يعد صلبًا على الاطلاق فهرب وطلب الموت لنفسه على عكس صلابة بولس حيث لم يرهب القيود أو حتى الموت كما نقرأ في أعداد 21
اعداد 10-13، «انْحَدَرَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ فَجَاءَ إِلَيْنَا، وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ، وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ: «هذَا يَقُولُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ هذِهِ الْمِنْطَقَةُ، هكَذَا سَيَرْبُطُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي الأُمَمِ». فَلَمَّا سَمِعْنَا هذَا طَلَبْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَالَّذِينَ مِنَ الْمَكَانِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَأَجَابَ بُولُسُ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي، لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ سَكَتْنَا قَائِلِينَ: لِتَكُنْ مَشِيئَةُ الرَّبِّ».
المرونة: القدرة على تحمل الاجهاد لمدة طويلة، فالمرونة تهب القدرة على التأقلم بشكل جيد مع التغيير والصدمات والأزمات والتهديدات ومصادر القلق بل وكيفية التأقلم معها وتخطيها بالشكل الصحيح ومثال للمرونة نجد الكتاب يذكر أن موسي الذي كان لديه المرونة الكافية لاحتمال كل قساوة وتذمر بني اسرائيل بعد خروجهم من مصر يمكننا أيضًا، أن نري كيف كان داود مرنًا في احتماله كل تهديدات ومطاردات شاول له.
الرجاء: وهو التوقع باستمتاع لأمر ما سيتم يقينا فهو ليس أمنية أو أمل بل أمر يقين التحقق فالرجاء في مفهوم الكثيرين هو التمني والأمل، مثال: «أرجو أن يحدث ذلك الأمر». ولكن ليس هذا هو ما يقصده الكتاب المقدس بالرجاء. فتعريف الكتاب المقدس للرجاء هو «التوقع بثقة واستمتاع». الرجاء هو يقين راسخ بشأن الأمور غير المعروفة (رومية 8: 24-25؛ عبرانيين 11: 1، 7).
لذا لكي نفهم يقينًا ما هو الصبر المسيحي أنه مزيج من «الصلابة» لأي موقف مفاجئ مع « المرونة» الواجبة التي يقتضيها احتمال الضغط والاجهاد لفتره طويله ولا يكتملا «الصلابة» و «المرونة» إلا من خلال التوقع الواثق بحدوث هذا الأمر وهذا هو الضلع الثالث «الرجاء» هذه السيمفونية الثلاثية هي تكون مفهوم «الصبر المسيحي»، فاذا افترضنا أن الصبر المسيحي هو إحدى الصفات السابقة فقط دون سواها لن يكن هناك صبرًا حقيقيا فمثلا لو افترضنا أن الصبر هو « الصلابة» فقط أو القدرة على الصلابة هل سيكون سهلًا مواجهه أعتى العواصف بلا شك سنتحطم أن لم يكن لدينا المرونة التي تعطي ذلك التوازن المطلوب مع الرجاء في التغير اليقيني لأي وضع نواجهه أيا كان، ولو افترضنا أن الصبر المسيحي ما هو إلا مرونة فقط صارت رخاوة لا يعتد بها في مواجهه أي رياح تعصف بالحياة، واذا افترضنا أن الصبر المسيحي هو الرجاء فقط لن يكن هناك أساسًا راسخًا بل سينطبق فيه القول الكتابي الذي جاء في (أمثال 13: 12) الرجاء المماطل يمرض القلب؛ على أننا نحتاج بلا شك لقوة من الله خاصه تؤازرنا ليظل بحق «الصبر المسيحي» متشددًا ومتشجعًا دومًا في حياتنا وهذه القوه تكلم عنها الرسول بولس في الشاهد التالي: في (كولوسي 1: 9–11) يقول الرسول بولس هذه الآيات: «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ».
إن كل هذه القوه المجيدة التي طلبها بولس لأهل كولوسي ليس لعمل أعمال خارقه بل لكي يتمتعوا بالصبر أي ان يكون لهم صلابة ومرونة ورجاء، فاستعراض قدره الله لا يأتي من تغيير الظروف بل من تغييرنا نحن لنواجه الظروف، أي زياده القدرة الاحتمالية للشخص بحيث يمكنه التغلب بثبات على صعوبة الظروف، فاختبار قوة وقدرة الله غير المحدودة يظهر أكثر من خلال تغيير كل منا كأشخاص
ثانيًا: معاملات الله لنمونا في الصبر
نري نوعين من معاملات الله لتعليمنا الصبر، كيف الله يطور شخصياتنا لتصير مزكاة؛ وكيف تتطور الطبيعة الجديدة فينا؟
كيف الله يطور شخصياتنا لتصير مزكاة؟
يهتم الرسول بولس بإبراز معاملات الله التي تطور شخصياتنا لتكون في صوره جميله نساكن بها الله عند الوصول إلى بيتنا الأبدي، نقرأ في رومية 5: 3-5 هذه الأقوال: «بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا». بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ = لاحظ أنه كان يتكلم على المجد، في ع 2 «الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ الله». لكن قبل أن نتصور أننا وصلنا المجد، نجده يذكرنا بأننا مازلنا على أرض الشقاء، فالضيق خير حتى لو لم نفهم الآن لكننا سنفهم فيما بعد. لذلك علينا بالإيمان الآن أن نفتخر ونشكر الله على الضيقات فهي طريق المجد، هي تنشئ ثقل مجد أبدي (2كورنثوس 4: 17).
إن «الصبر المسيحي» يتم دعمه وتقويته من خلال اجتيازنا في الضيق، فعلي سبيل المثال: فما لم يواجه الانسان مواقف صعبة ما تعلمنا ابدا الشجاعة، وعلى ذلك القياس يمكن التأكيد بوضوح على أن «الصبر المسيحي»، لا يأتي من فراغ بل من خلال ظروف تجعل هذا «الصبر» يبزغ كالفجر ويظهر في النور
الخادم الصيني المعروف «واتشمان ني» إذ أرادت أخت أن يصلي لأجلها لأنها تريد أن تتحلى بالصبر في تربيه أولادها، فبدأ الاخ واتشمان ني: بالصلاة بقوله: «يا رب ابعت لأختي ضيقات… فالأخت أصيبت بصدمه وأوقفته عن الصلاة فقال لها أنه لكي تتعلمي الصبر في تربيتهم يجب عليكي اجتياز ضيقات، نعود للآية السابقة حيث يذكر بولس، و «الصَّبْرُ تَزْكِيَةً»، هذه هي الغاية أن تتم التزكية فينا والتزكية هي نجاح المرء في الامتحان واجتيازه بنجاح. وفي العالم من يجتاز امتحانًا بنجاح يرتقي لدرجة أعلى، أي يزداد ويعلو في مستواه. وهكذا من يصبر على الألم ينجح في امتحانه، ويتخلص من شوائبه فالتزكية تعني التخلص من الشوائب، كتزكية الذهب بالنار «لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بطرس 1: 7)، وكلمة تزكية جاءت في الترجمة الإنجليزية Genuineness أي حقيقي وغير زائف. وفي العربية تعني أن يشهد إنسان لآخر بالكفاءة والنزاهة، فمن يقابل الضيقات يتزكى أي يتنقى ويرتفع بهذا مستواه الروحي. بل أن من يتألمون بصبر ينالون أعظم الاختبارات.
كيف تتطور الطبيعة الجديدة فينا-
يقول الرسول يعقوب: «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا» (يعقوب 1: 2-4) وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.»
فالصبر ينشا من خلال تفاعلنا مع الضيق، أية (2) «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، تأتي في اللغة العبرية كلمتين بمعنى الشر: ويترجمهما الكتاب في العربية بكلمة تجربة: –
1. كلمة الشر الأولى تفيد الضيقات وكل ما نتج عن الخطية من آلام وهذه يعالجها الرسول في الآيات (1-12) تحت اسم تجارب متنوعة. بمعنى امتحان يكشف للإنسان حقيقته ليصلح من نفسه.
2. وكلمة الشر الثانية تعنى الشهوات الخاطئة التي يُغْوَى بها الإنسان، وهذه بدأ الرسول يعالجها في الآيات (يعقوب 13-18).
تجارب متنوعة مرض / موت / خسائر مادية / فشل دنيوي / اضطهاد…
تقعون في اليونانية لا تعني السقوط أو الدخول في تجارب وإنما تعني حلول التجارب وإحاطتها بالإنسان من الخارج مثل رجل وقع بين لصوص. كأن التجارب تحاصرنا، وفي أية (3) يقول: «عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا».
امتحان إيمانكم: امتحان لا تعني أن الله لا يعرف إيماننا فيمتحننا لكي يعرف، بل الله يعرف فهو فاحص القلوب والكلى، لكن نحن لا نعرف ما هي طبيعة إيماننا والله بهذا الامتحان يكشف لنا طبيعة ونوعية إيماننا. هكذا سأل المسيح فيلبس «مِنْ أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء، وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل» (يوحنا 6: 5-7)، لقد كان إيمان فيلبس ضعيفًا، والسيد أراد أن يظهر له هذا الضعف ليصلح من إيمانه. فالله يمتحن إيماننا ليظهر ضعفات إيماننا أو أن معلوماتي عن الله مشوهة؟ هناك حل واحد وهو المخدع: عليَّ أن أتعلم أن أدخل مخدعي وأصلي وأدرس كتابي المقدس وأعطى للروح القدس فرصة ليحكي لي ويعرفني بمن هو المسيح «هذا يأخذ مما لي ويخبركم» (يوحنا 16: 14). فيتم تقوية إيماننا حيث بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عبرانيين 11: 6)؛ وحيث أسمع صوت الروح القدس الذي يشفي إيماني، ويعطيني ثقة ومحبة لشخص المسيح.
ينشئ صبرًا، التجارب المتلاحقة مع رؤية يد الله القدير تجعل الإيمان يزداد. وهذا ما حدث مع داود، فلقد كانت له خبرات سابقة فقد قتل أسد ودب، وهذا أعطاه إيمان قوي وقف به أمام جليات.
في أية (4)، «وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ». ولماذا نصبر، ولماذا يعطينا الله صبرًا وما فائدته؟ أن نكون تامين وكاملين. إذًا حتى نكمل علينا أن نصبر على التجربة حتى تأتي بثمارها وبهذا نكمل. هذا هو العمل التام للصبر أن نَكمُل. وحتى نتزين بالفضائل وحتى ننال إكليلًا أبديًا (1بطرس 5: 4؛ يعقوب 1: 12).
فلنتعلم أنه، الصبر المسيحي يقتضي وجود تلك «الصلابة» الحقيقية مقترنة بـ «المرونة» ومعها رجاء في توقع واستمتاع بيد القدير، والله دوما يريد ان يجعل شخصياتنا مزكاة وفي نفس الوقت يمكن ان نتعامل مع الضيق بثبات راسخ صابرين في الرب.